الرقــم المجهــول
حادث السيارة
المروع الذي كاد يقتل مازن كانت له كذلك آثار كريهة أخرى
في المستشفى قمت
بزيارته مع مها زوجتي، وكان قد تحول إلى مومياء مغلفة بالأربطة تذكرك بالخواجة
كارلوف في أفلام الرعب القديمة. كانت عيناه الشريرتان تطلان على وجهي من وراء
الضمادات، وتلمعان بذات البريق
لا أعرف إن كان من حسن حظي أنه ظل حياً.. بل
الأمر كذلك فعلاً.. لو مات لكانت نهايتي
سألته عن صحته، وكان كلانا يعرف أنني
غير مهتم البتة
قال لي بصوت مكتوم واهن: سوف أخرج من هنا يا صديقي فلا تقلق..
فقط يضايقني ما تقوله لنفسك في سرك عن أنني استحققت ما حدث، وأنني أتلقى عقاباً
عادلاً.. لا شيء من هذا.. الحياة تتحرك بقوانين فيزيائية ثابتة، وقد كان علي أن آخذ
حذري وأنا أقود سيارتي.. لكنك تعرف أنني شارد الذهن جدّاً، وقد انشغلت بشيء ورفعت
رأسي فجأة لأرى تلك الشاحنة قادمة نحوي... كما ترى: الشرود تلقى جزاءه، لكن لا
تحدثني عن عقاب أخلاقي هنا
شعرت بأنني موشك على الاختناق
من الصعب على رجل في
لحظاته الأخيرة، وهناك عشرات الخراطيم تخرج من وتدخل إلى جسده أن يحتفظ بمنطقه
الكريه.. دعك من الخرطوم الأعظم الخارج من الضلوع إلى تلك الزجاجة المليئة برغوة
دامية
وتذكرت..
*******
تذكرته وهو
يبتسم بتوحش ويجلس أمامي في مكتبي، ثم يشعل لفافة تبغ وأنا لا أطيق التبغ.. يتحدث
عن خطابات وجدها وسوف يستعملها جيداً
صورة من هذه الخطابات لكل الصحف المعروفة..
سوف يرقصون طرباً لو عرفوا من أنت حقاً.. سوف يجلس الناس في المقاهي ولا حديث لهم
سواك.. سوف يناقش قصتك سائقو سيارات الأجرة والحلاقون.. سوف يكون هذا هو الحديث
المفضل لدى الموظفين حول طبق الفول الصباحي.. دعك من زوجتك طبعاً
لكن مها كانت
تعرف كل شيء عني.. حكيت لها تلك القصة المشينة وحكيت لها عن تلك الخطابات التي وقعت
في يد وغد.. عندما تتسرب هذه الخطابات للصحافة سوف يستمتع الناس كثيراً وهم يقرأون
قصة أستاذ الرياضيات الجامعي المحترم الذي تورط منذ عشر سنوات في
....
لا.. لن
أعطي تفاصيل أكثر وإلا فالأمر يشبه قيامه بنشر الخطابات.. ذات الأثر وذات
الفضيحة
فقط أقول لك إنه وجد خطابات مهمة خطيرة تمس سمعتي، وراح يهددني
بها
الابتزاز كان ثقيلاً وكلفني الكثير، لكن لم يكن لديّ خيار آخر
أعرف أن
مازن يحتفظ بهذه الخطابات في بيته.. لقد زرته مرتين، وأعرف جيداً أنه يضعها في تلك
الخزانة خلف المكتب
كان يعرفني ويعرف طبيعتي.. بالطبع لن أتورط في قتله أو
سرقته.. لست من هذا الطراز، دعك من أنني غارق في المشاكل فعلاً فلا داعي لأن أزيد
الأمور تعقيداً
هكذا كنت أزوره في بيته، وأدفع له ما يريد من دون
مناقشة
عام.. ثم عام.. الآن حدث هذا الحادث
قال لي مازن، وهو ينظر لي بتلك
الطريقة اللزجة: أقترح أن تخرج من هنا وتقصد أقرب مسجد وتدعو لي بالنجاة.. لو أنني
قضيت نحبي فلسوف يفتحون الخزانة.. وعندئذ
قلت له في شيء من التوسل (للأسف):
مازن... أنت في لحظة حرجة جدّاً وعليك أن تتخذ قراراً.. أرجوك أن تسلمني الأوراق
قبل أن تلقى خالقك
قال بذات الإنهاك: كيف؟.. هل تريد أن أغادر المستشفى بحالتي
هذه؟.. الأوراق في مكان أمين في خزانتي، والأرقام السرية في ذهني وأقوم بتغييرها
يومياً.. لم أنسها... لكنك لن تعرفها يا صديقي
ثم صاح بصوت عال: هذا الرجل
يضايقني!... لا أريد زيارات
خرجت مرغماً.. وعلى الباب قابلت الطبيب المعالج
وسألته عن حالته، فقال بوجه متصلب كئيب: للأسف.. الحالة خطيرة جدّاً.. تهتك في
الطحال والرئتين ونزيف داخلي ولا نستطيع عمل شيء لمقاومة هذه الصدمة.. لا أعرف كيف
أقولها لكنه سيفلت من أيدينا على الأرجح
هكذا انفجرت في البكاء.. الكل يواسيني
ولا أحد يعرف أنني أبكي على نفسي
*******
لهذا يمكنك أن تفهم.. أن تقدر
من الخطأ أن يتسلل المرء
لبيت رجل غريب لم يسمح له بذلك. ومن الخطأ أن يحاول سرقة شيء.. ومن الخطأ أن يكون
صاحب البيت في المستشفى.. لكن الرجل قد تركني وظهري للجدار، ولم يعد بوسعي عمل شيء
سوى هذا
تقول زوجتي التي أصرت على المجيء معي: كان من الممكن أن تكلف أحداً بهذه
المهمة
قد يحاول ابتزازي بدوره.. على كل حال لقد استطعت فتح الباب كما
رأيت
ووقفنا أمام الخزانة الجدارية التي رأيته يفتحها أكثر من مرة.. لا بد من
طريقة لفتحها لكن كيف؟
قلت لزوجتي: أنا أعرف أنه شارد الذهن، وأعرف أنه يغير
الرقم يومياً.. إذن هو ترك في البيت ما يذكره بالرقم السري، كما كان الشاعر شوقي
يدون بدايات قصائده على علبة تبغه قبل أن ينسى
رحت أبحث في كل مكان.. وهي كذلك
راحت تبحث معي.. هناك ورقة تحت زجاج المكتب كتب عليها (11111111) وهناك ورقة كتب
عليها
MMMM CCCC LV III
هتفت زوجتي بلهجة منتصرة: هذا هو
كان ما تتكلم
عنه قطعة ورق من التي تصلح للّصق (ستيكر) معلقة على زجاج مكتبة. ونظرت للرقم
المكتوب فوجدته 155
قلت لها في ضيق: هذه الخزانة تستعمل رقماً رباعياً.. إلا لو
كان هناك صفر قبل أو بعد هذا الرقم
وساد الصمت من جديد.. ربما هو دوّن الرقم
لكنه دونه بشكل غير واضح
وفجأة هتفتُ في انتصار: أعتقد أنني عرفت الجواب
الصحيح!... رقم رباعي مناسب جدّاً
ورحتُ أحرك قرص الخزانة كما تراءى لي.. هنا
سمعت صوت (التكة) المطمئن وانفتح الباب
قالت زوجتي: لقد نجونا.. لكن كيف
عرفت؟
*******
ولك
عزيزي القاريء.. نسأل نفس
السؤال
..
..
..
..
..
..
..
..
*******
فكر في الحل جيداُ..
اذا لم تعرفه ظلّل الجزء التالي
:
الرقم الأول
11111111 للتضليل.. هو رقم بطريقة الترقيم الثنائي معناه (255) وسوف يضلل الكثيرين،
لكن لا قيمة له لأنه يشير لرقم ثلاثي
الرقم الثاني
MMMM CCCC L
VIII
مكتوب بطريقة الأرقام الرومانية.. فالرومان رمزوا لرقم خمسين بالعلامة
L
وحرف
C
معناه 100
حرف
M
معناه ألف
وموضع العلامة
المجاورة يدل على وجوب الإضافة أو الطرح.. مثلاً العلامة
V
معناها خمسة..
عندما تأتي علامة الواحد
I
قبلها كان هذا دليلاً على رقم 4.. ولو جاءت بعدها
فنحن نتكلم عن رقم 6
اذن فالرقم الروماني
MMMM CCCC LV III
معناه هو 8
زائد 50 زائد 400 زائد 4000.. أي الرقم 4458
*******
-د.أحمد خالد
توفيق
حادث السيارة
المروع الذي كاد يقتل مازن كانت له كذلك آثار كريهة أخرى
في المستشفى قمت
بزيارته مع مها زوجتي، وكان قد تحول إلى مومياء مغلفة بالأربطة تذكرك بالخواجة
كارلوف في أفلام الرعب القديمة. كانت عيناه الشريرتان تطلان على وجهي من وراء
الضمادات، وتلمعان بذات البريق
لا أعرف إن كان من حسن حظي أنه ظل حياً.. بل
الأمر كذلك فعلاً.. لو مات لكانت نهايتي
سألته عن صحته، وكان كلانا يعرف أنني
غير مهتم البتة
قال لي بصوت مكتوم واهن: سوف أخرج من هنا يا صديقي فلا تقلق..
فقط يضايقني ما تقوله لنفسك في سرك عن أنني استحققت ما حدث، وأنني أتلقى عقاباً
عادلاً.. لا شيء من هذا.. الحياة تتحرك بقوانين فيزيائية ثابتة، وقد كان علي أن آخذ
حذري وأنا أقود سيارتي.. لكنك تعرف أنني شارد الذهن جدّاً، وقد انشغلت بشيء ورفعت
رأسي فجأة لأرى تلك الشاحنة قادمة نحوي... كما ترى: الشرود تلقى جزاءه، لكن لا
تحدثني عن عقاب أخلاقي هنا
شعرت بأنني موشك على الاختناق
من الصعب على رجل في
لحظاته الأخيرة، وهناك عشرات الخراطيم تخرج من وتدخل إلى جسده أن يحتفظ بمنطقه
الكريه.. دعك من الخرطوم الأعظم الخارج من الضلوع إلى تلك الزجاجة المليئة برغوة
دامية
وتذكرت..
*******
تذكرته وهو
يبتسم بتوحش ويجلس أمامي في مكتبي، ثم يشعل لفافة تبغ وأنا لا أطيق التبغ.. يتحدث
عن خطابات وجدها وسوف يستعملها جيداً
صورة من هذه الخطابات لكل الصحف المعروفة..
سوف يرقصون طرباً لو عرفوا من أنت حقاً.. سوف يجلس الناس في المقاهي ولا حديث لهم
سواك.. سوف يناقش قصتك سائقو سيارات الأجرة والحلاقون.. سوف يكون هذا هو الحديث
المفضل لدى الموظفين حول طبق الفول الصباحي.. دعك من زوجتك طبعاً
لكن مها كانت
تعرف كل شيء عني.. حكيت لها تلك القصة المشينة وحكيت لها عن تلك الخطابات التي وقعت
في يد وغد.. عندما تتسرب هذه الخطابات للصحافة سوف يستمتع الناس كثيراً وهم يقرأون
قصة أستاذ الرياضيات الجامعي المحترم الذي تورط منذ عشر سنوات في
....
لا.. لن
أعطي تفاصيل أكثر وإلا فالأمر يشبه قيامه بنشر الخطابات.. ذات الأثر وذات
الفضيحة
فقط أقول لك إنه وجد خطابات مهمة خطيرة تمس سمعتي، وراح يهددني
بها
الابتزاز كان ثقيلاً وكلفني الكثير، لكن لم يكن لديّ خيار آخر
أعرف أن
مازن يحتفظ بهذه الخطابات في بيته.. لقد زرته مرتين، وأعرف جيداً أنه يضعها في تلك
الخزانة خلف المكتب
كان يعرفني ويعرف طبيعتي.. بالطبع لن أتورط في قتله أو
سرقته.. لست من هذا الطراز، دعك من أنني غارق في المشاكل فعلاً فلا داعي لأن أزيد
الأمور تعقيداً
هكذا كنت أزوره في بيته، وأدفع له ما يريد من دون
مناقشة
عام.. ثم عام.. الآن حدث هذا الحادث
قال لي مازن، وهو ينظر لي بتلك
الطريقة اللزجة: أقترح أن تخرج من هنا وتقصد أقرب مسجد وتدعو لي بالنجاة.. لو أنني
قضيت نحبي فلسوف يفتحون الخزانة.. وعندئذ
قلت له في شيء من التوسل (للأسف):
مازن... أنت في لحظة حرجة جدّاً وعليك أن تتخذ قراراً.. أرجوك أن تسلمني الأوراق
قبل أن تلقى خالقك
قال بذات الإنهاك: كيف؟.. هل تريد أن أغادر المستشفى بحالتي
هذه؟.. الأوراق في مكان أمين في خزانتي، والأرقام السرية في ذهني وأقوم بتغييرها
يومياً.. لم أنسها... لكنك لن تعرفها يا صديقي
ثم صاح بصوت عال: هذا الرجل
يضايقني!... لا أريد زيارات
خرجت مرغماً.. وعلى الباب قابلت الطبيب المعالج
وسألته عن حالته، فقال بوجه متصلب كئيب: للأسف.. الحالة خطيرة جدّاً.. تهتك في
الطحال والرئتين ونزيف داخلي ولا نستطيع عمل شيء لمقاومة هذه الصدمة.. لا أعرف كيف
أقولها لكنه سيفلت من أيدينا على الأرجح
هكذا انفجرت في البكاء.. الكل يواسيني
ولا أحد يعرف أنني أبكي على نفسي
*******
لهذا يمكنك أن تفهم.. أن تقدر
من الخطأ أن يتسلل المرء
لبيت رجل غريب لم يسمح له بذلك. ومن الخطأ أن يحاول سرقة شيء.. ومن الخطأ أن يكون
صاحب البيت في المستشفى.. لكن الرجل قد تركني وظهري للجدار، ولم يعد بوسعي عمل شيء
سوى هذا
تقول زوجتي التي أصرت على المجيء معي: كان من الممكن أن تكلف أحداً بهذه
المهمة
قد يحاول ابتزازي بدوره.. على كل حال لقد استطعت فتح الباب كما
رأيت
ووقفنا أمام الخزانة الجدارية التي رأيته يفتحها أكثر من مرة.. لا بد من
طريقة لفتحها لكن كيف؟
قلت لزوجتي: أنا أعرف أنه شارد الذهن، وأعرف أنه يغير
الرقم يومياً.. إذن هو ترك في البيت ما يذكره بالرقم السري، كما كان الشاعر شوقي
يدون بدايات قصائده على علبة تبغه قبل أن ينسى
رحت أبحث في كل مكان.. وهي كذلك
راحت تبحث معي.. هناك ورقة تحت زجاج المكتب كتب عليها (11111111) وهناك ورقة كتب
عليها
MMMM CCCC LV III
هتفت زوجتي بلهجة منتصرة: هذا هو
كان ما تتكلم
عنه قطعة ورق من التي تصلح للّصق (ستيكر) معلقة على زجاج مكتبة. ونظرت للرقم
المكتوب فوجدته 155
قلت لها في ضيق: هذه الخزانة تستعمل رقماً رباعياً.. إلا لو
كان هناك صفر قبل أو بعد هذا الرقم
وساد الصمت من جديد.. ربما هو دوّن الرقم
لكنه دونه بشكل غير واضح
وفجأة هتفتُ في انتصار: أعتقد أنني عرفت الجواب
الصحيح!... رقم رباعي مناسب جدّاً
ورحتُ أحرك قرص الخزانة كما تراءى لي.. هنا
سمعت صوت (التكة) المطمئن وانفتح الباب
قالت زوجتي: لقد نجونا.. لكن كيف
عرفت؟
*******
ولك
عزيزي القاريء.. نسأل نفس
السؤال
..
..
..
..
..
..
..
..
*******
فكر في الحل جيداُ..
اذا لم تعرفه ظلّل الجزء التالي
:
الرقم الأول
11111111 للتضليل.. هو رقم بطريقة الترقيم الثنائي معناه (255) وسوف يضلل الكثيرين،
لكن لا قيمة له لأنه يشير لرقم ثلاثي
الرقم الثاني
MMMM CCCC L
VIII
مكتوب بطريقة الأرقام الرومانية.. فالرومان رمزوا لرقم خمسين بالعلامة
L
وحرف
C
معناه 100
حرف
M
معناه ألف
وموضع العلامة
المجاورة يدل على وجوب الإضافة أو الطرح.. مثلاً العلامة
V
معناها خمسة..
عندما تأتي علامة الواحد
I
قبلها كان هذا دليلاً على رقم 4.. ولو جاءت بعدها
فنحن نتكلم عن رقم 6
اذن فالرقم الروماني
MMMM CCCC LV III
معناه هو 8
زائد 50 زائد 400 زائد 4000.. أي الرقم 4458
*******
-د.أحمد خالد
توفيق
السبت 20 يونيو 2009, 7:23 pm من طرف MoOn Light
» قصة ابكت الرسول صلى الله عليه وسلم
السبت 16 مايو 2009, 2:07 am من طرف *IF ONLY*
» **لاني فتاه**
الجمعة 03 أبريل 2009, 12:31 pm من طرف *love actually
» يوميات طالب طب ...
الأربعاء 01 أبريل 2009, 8:26 pm من طرف MoOn Light
» ليتنى لم أتزوج !!!
الثلاثاء 31 مارس 2009, 10:38 pm من طرف dr_ghost
» فكّـر معانا..الرقــم المجهــول
الجمعة 27 مارس 2009, 3:46 pm من طرف MoOn Light
» اذكار المساء
الجمعة 27 مارس 2009, 3:38 pm من طرف MoOn Light
» اذا أحببتها دعها ترحل
الثلاثاء 24 مارس 2009, 8:24 pm من طرف إتش المصرى
» غرائب النساء.......
الأحد 22 مارس 2009, 2:24 am من طرف MoOn Light